الخميس، 29 مايو 2008

Un carré de liberté


مربع للحرية
حليمة زين العابدين
رئيسة المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي




قماش للرسم يحيطه إطار خشبي على شكل مربع صغير، فرشات، صباغة زيتية، غبار النجارة، خيوط، صمغ، وعيون فتية وقعت تحت إحراج الدهشة وحيرة السؤال. كيف نرسم الحرية ؟؟؟
المفهوم بسعة السماء، بكبر الأرض حين تكون ندية، هو بألوان الطيف، بزهو الربيع، بإشراقة شمس الصيف، بزرقة البحر، هو طائر النورس يخفق قلبه فوق الموج وفاء للحب.
مربع للحرية؟؟؟
الحرية كلمة نسمعها ولا نحددها، فهي بلا حدود تارة وأخرى هي الفاصل ووهي الحد.
فكيف للحرية، بكل تجلياتها وتعبيراتها، إيحاءاتها ورموزها أن يحتويها مربع هو بطول ذراع الطفل الذاهل أمامه.
كيف لطفل أو طفلة رأيا الحرية ساحة للعب أكبر من كل المسافات، أ ن يسيجا الحرية داخل حيز مربع هو قطعة قماش.
وكيف ليافع يحاصر بأسوار السجن ممنوعا من الحرية أن يجعل الحرية رسما داخل مربع يحاط باليد.
سأل التلميذ وسألت التلميذ وأجاب الأستاذ وأجابت الأستاذة " الحرية هي أنا هي أنت حين تتشابك الأيدي حين نتعانق، حين تذوب الأنا في الأنت، ويصبح الآخر حضورا دائم الوجود... هي حين يصبح الواحد متعددا والمتعدد واحد، هي قدرتنا على اختراق هذا الحيز المكاني في لحظة هي للإبداع.....
وينطلق الطفل والطفلة وينطلق السجين وينطلق الخيال مخترقا حدود القماش المشدود إلى الإطار المربع. يرى الحرية طائرا لا تغريه أسلاك ذهبية لقفص معلق على جدار. يراها حمامة للسلام. يراها مفتاحا. يراها بابا مشرعا. يراها بحرا. يراها نبعا. يراها شفقا. يراها قبسا من الشمس وخيطا فضيا للقمر. يراها علامة كف ممدود بالتحية والسلام. يراها في دلالات اللون الأحمر. يراها ازرقا وأملا. يراها خضرة ومستقبلا. يراها تلك الدهشة التي تصاحب لذة الإبداع، إبداع حقق جدلية للضم والفصل، للتفرد والتعدد. مربع حين يكون منفردا يكتفي بذاته، فهو لوحة فنية. ويشكل مع المتعدد جزءا من كل، هو لوحة فنية أخرى.

ليست هناك تعليقات: