الأربعاء، 4 يونيو 2008

Eduquer autrement


طرق أخرى للتربية

التجانية فرتات

مديرة الأكاديمية الجهوية للتكوين جهة الرباط سلا زمور زعير




تبلورت فكرة تظاهرة التربية بألوان الحياة بداية السنة الدراسية 2002 _ 2003 انطلقت التجربة من نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان بالدار البيضاء وقد رافقني فيها الأستاذ بنانة. كان موضوعها الرمز والعلامة.
كان المنطلق:
_ التعلم بطرق مغايرة
Eduquer autrement
_ جعل المدرسة فضاء للحياة.
_ توظيف الفن التشكيلي ليكون أذات للتربية، في أبعادها الجمالية والفنية.
_ ربط جسور التواصل بين الحاضر و الماضي من منظور تربوي يجعل التلميذ(ة) في تواصل مع الإبداع والابتكار الفني في تراثنا المغربي الأصيل.



طموح الاستمرارية
نظرا لما لتظاهرة التربية بألوان الحياة من أبعاد تربوية تربط النافع بالممتع، تذكي الخيال ، تشجع على الخلق والإبداع بعيدا عن صرامة تربية التلقين، في أجواء من الحرية والعمل الجماعي الذي تلتحم فيه ذات الطفل، بذات الفنان المبدع . ويتحول معه الفصل الدراسي إلى محترف فني يتحرر فيه الخيال التلاميذي، ليلتحم بتجربة الخلق في أسمي تجلياتها، كان الطموح لتستمر هذه التجربة في تربة أخرى، مع أجيال أخرى وبموضوع أخر ولكن بنفس المنطلق والهدف .



تحول الطموح بفضل انخراط أساتذة التشكيل بالجهة وتطوعهم، إلى أوراش العمل الجماعي يتقاطع فيها التعليم بمتعة الإبداع وإلى فضاء للتربية مفتوح على الحوار والقبول بالاختلاف والتعبير بواسطة اللون عن ذات تسائل الحرية فكانت التربية بألوان الحياة، في بعد جهوي شارك فيها تلاميذ وتلميذات مؤسسات نيابات جهة الرباط سلا زمور زعير، من مختلف المسالك والأسلاك التعليمية والأوضاع الاجتماعية، ومتمدرسون نزلاء مركز التهذيب والإصلاح بسلا والمؤسسات الخيرية وتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأبدعوا 365 لوحة موضوعها الحرية. أمام عمل إبداعي جماعي مشترك كهذا حيث الحرية موضوعا وموقفا وسلوكا، تنمحي الفوارق الاجتماعية ويتخلص التلميذ(ة) من شباك الأيقون الإشهاري البسيط ومن الصورة العنف في اللعب الالكتروني. إذ بواسطة الفن يتحقق سحر العيش طبيعيا لإنجاز أثر مشترك فني حقا، ولكنه حامل لبعد المواطنة حيث التسامح والتشارك والتعاون يكون سيدا. فتلك اللوحات الصغير وهي تنجز جماعيا ملأت وقتا للفراغ وجعلت منه لحظة ثمينة لأنها حققت امتلاك الوعي بالمواطنة بواسطة الاكتشاف التلقائي والتعلم الذاتي. إن التمدرس العادي والمنتظم الذي تقدمه مؤسساتنا التعليمية هو حقيقة أساس التربية وليكون هذا الأساس صلبا قوي الأثر لا بد أن تصاحبه وتدعمه أنشطة للإبداع غير خاضعة لاختبار أو امتحان. إذ هي المجال الذي تتفجر فيه مواهب إبداعية وتتحرر طاقات أخرى كامنة في التلميذ والتلميذة. يقول ابن رشد: يحترم المعلم إن كان التلميذ هو المنطلق. فهل بوسعنا أن نتذكر دائما أن أساس مسؤولياتنا في الأعمال التربوية هو التلميذ والتلميذة.


.



ليست هناك تعليقات: